تجورة تحتضن المهرجان الثقافي الاول "الأصالة وعبق التاريخ "

كانت المدينة البيضاء ذات السبع مساجد على موعد مع حدث ثقافي  يجسد أصالتها وعبق تاريخها. آلا وهو انطلاق  مهرجانها الثقافي بنسخته الأولى أبرزت فيه المدينة ما لديها من تراث ثري وثقافة عريقة يعود تاريخها لألفي عام.

 

أضفى المهرجان الثقافي بنسخته الأولى على المدينة، طابعه الخاص ألقى بظلاله ليخرج للزوار والمواطنين ما تزخر به هذه المدينة من  درر تتمثل بالرقصات الشعبية المبهرة والعروض الفلكلورية، في غاية الروعة والجمال والابهة.

 

كان حفل الافتتاح  للمهرجان الثقافي بنسخته الأولى، تحفة فنية بحد ذاتها حمل في طياته مفاجئات عدة في تجربة ثرية لأشهر الفنون الأدائية التقليدية وقدم مساحة إبداعية لتعريف الجمهور بتاريخ السلطنة واحتفاظها بوهج الموروث الشعبي النابض بالحياة والعصي على الاندثار ما يعكس تنوع التجربة الثقافية الغامرة بالفنون الشعبية التقليدية الأصيلة، والأزياء والعروض الفلكلورية المتنوعة لمدينة تجورة العريقة .

 

وفي سياق الحدث تهدف جمعية ( تيكم تاركوا tekkem taaxago) باعتبارها الجهة المنظمة للمهرجان بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة التي أشرفت على تنظيمه أن تزدهر جمهورية جيبوتي بمختلف ألوان الثقافة لتثري نمط حياة الفرد، وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية، كذلك وتشجع الحوار الثقافي مع المنطقة والعالم.

 

وفي كلمة مقتضبة بهذه المناسبة عبرت وزيرة الشباب والثقافة الدكتورة / هبوا مؤمن عسوي عن سرورها بمثل هذا التنظيم المبهر للمهرجان الثقافي لمدينة تاجورة العريقة بنسخته الأولى، وأكدت أن هذا الحدث مناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة ،ومؤشرا قويا على اهتمام الحكومية بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم الأصيلة، وتابعت بالقول «يعد مهرجان مدينة تجورة الثقافي بنسخته الأولى مناسبة وطنية ، يمتزج فيها عبق التاريخ المجيد ، ونتاج الحاضر الزاهر وتأكيدا للهوية الجيبوتية وتأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه والحفاظ عليه ليبقى ماثلا للأجيال القادمة.

 

ولفتت الوزيرة أن من أولويات الجانب التراثي بالمهرجان ، إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها بصفتها هدفا من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء الوطن على لأجيال متعاقبة، إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيري للزائرين.

 

وثمنت الوزيرة عاليا جهود جمعية ( تيكم تاركوا tekkem taaxago) على حسن تنظيمها لهذا المهرجان الثقافي المبهر بنسخته الأولى، رغم حداثة تجربتها في تنظيم المهرجانات، وأشادت بتفانيهم  لإخراج المهرجان بأبهى حلة، ونوهت أن مدينة تجورة مدينة تاريخية يعود تاريخها إلى ألفي عام وتزخر بالعديد من التراث والثقافة وتعاقبت عليها سلطنات ،من جانبه عبر وزير الدفاع السيد/ حسن عمر محمد، عن سروره  بتنظيم هذا المهرجان الثقافي بنسخته الأولى وقال: كوني إبن هذه المدينة الصغيرة في حجمها والكبيرة في تاريخها الممتد إلى ألفي عام يسعدني ويشرفني أن أكون حاضرا بينكم لإحياء هذا المهرجان الذي يجسد تاريخنا وأصالتنا وأضاف أشكر جمعية ( تيكم تاركوا tekkem taaxago) التي نظمت هذا المهرجان وسهرت على إنجاحه و اخراجه بهذه الأبهة الملفتة أقول لكم حركتم في نفوسنا الحنين الي الماضي وأصالتنا العريقة ولا تسمحوا للكسل والملل أن يتسرب إلى نفوسكم وننتظر منكم الكثير لتقدموه لنا في هذا المضمار.

 

وأكد الوزير أن العادات والتقاليد هي ما تميزنا عن غيرنا ، وأننا في هذه للحظة نعيش تفاصيل الزمن الماضي الذي نشعر تجاهه بالحنين، مشيدا بالزخم الثقافي المتنوع الذي تعيشه مدينة تجورة ، ومؤكدا في ذات الوقت علي أن إقامة مهرجان ثقافي متنوع دليل على ايماننا بدور الثقافة في تطور البلدان .

 

وشارك في الأنشطة الثقافية المصاحبة لمهرجان تجورة الثقافي  عدد من المؤرخين والمفكرين والكتاب والأدباء عقدوا ندوات عن تاريخ تجورة والمنطقة ، كما عقدت ندوات حول الثقافة والتراث والشعر العفري.

 

وكان للتراث الثقافي المتمثل بالحرف اليدوية هامشا لا يقل عن الجوانب الأخرى من المهرجان. حيث تم عرض الكثير من منتجات الحرف اليدوية، التي تزخر بها مدينة تجورة ،  ومن الجدير بالذكر الاشارة الي ان الزائر أو السائح  يجد في هذه المدينة العريقة ما يبهر عدسته ويطفئ ظمأ شغفه للموروث الحضاري للحقب التاريخية المختلفة كما يجد الباحث ضالته لينقب من منهلها . المدينة مسرح   يلتقي فيه الحاضر مع الماضي  والأصالة مع الحداثة، أزقتها الضيقة تحاكي ألف حكاية وحكاية، تسحبك لأزمنة غابرة وأجيال متعاقبة تركت بصمتها بأحرف من ذهب على صفحات تاريخها الناصع، في أحقاب متفاوتة متعاقبة من الملوك والسلاطين مرورا بحقبة العثمانيين والبرتغاليين والايطاليين، وانتهاء  بفترة الاحتلال الفرنسي .

المصدر : جريدة القرن

 

مشاركة

الأخبار المتعلقة

التعليقات

لم يتم العثور على تعليقات